إن اللغة ظاهرة من الظواهر الإجتماعية و ووسيلة من الوسائل الرئيسية للتواصل بين البشر، يختلفُ اللغويون حول أول لغة في العالم لكنّهم يؤكّدون أنّ اللغة متواجدة معنا منذ حوالي 100 ألف سنة قبل الميلاد، من هذا المنطلق نستطيع أن نقول إن اللغة العربية هي أقم اللغات في العالم، وهي منبع الثقافي للبشرية حيث لعبت دورا مهما في الثقافة والعلوم و الفنون و الحضارة الإنسانية عبر التاريخ ، تعتبر اللغة العربية هي إحدى اللغات الأكثر انتشارا و استخداما في العالم.
العرب أمة من الأمم التي اصطلح الؤرخون على أن يسموها سامية ( نسبة إلى سام بن نوح) وهي البابلية و الأشورية والعبرانية والفنيقية والآرمية والحبشية. امتهدت هذه الشعوب في الأصل مهدا واحدا نشأت فيه وتفرقت منه. وتعيين هذا المهد لا يزال موضع الخلاف و موضع البحث: فيقول البعض إنه الغراق , والبعض أنه جزيرة العرب آخرون يزعمون أنه الحبشة. [1]
و ليس في مقدور الباحث اليوم أن يكشف عن أطوار النشأة الأولى للغة العربية ، لأن التاريخ لم يسايرها إلا و هي في وفرة الشباب و النماء و ، النصوص الحجرية التي أخرجت من بطون الجزيرة لا تزال لندرتها قليلة الغناء ، و حدوث هذه الأطوار التي أتت على اللغة فوحدت لهجاتها و هذبت كلماتها معلوم بأدلة العقل و النقل ، فإن العرب كانوا أميين ، أن ينشأ من ذلك و من اختلاف الوضع و الارتجال و من كثرة الحل و الترحال و تأثير الخلطة و الاعتزال اضطراب في اللغة كالترادف و ، اختلاف اللهجات في الإبدال و الإعلال و البناء و الإعراب. ” [2]
لغات العرب على تعددها و اختلافها إنما ترجع إلى لغتين أصليتين:
لغة الشمال و لغة الجنوب ، و بين اللغتين بون بعيد في الإعراب و الضمائر و أحوال الاشتقاق و التصريف، حتى قال أبو عمر و بن العلاء: ((ما لسان حمير بلساننا و لا لغتهم بلغتنا )) ، على أن اللغتين و إن اختلفتا لم تكن إحداهما بمعزل عن الأخرى
مما ذكر نستطيع أن نقول أن اللغة العربية هي إحدى اللغات السامية نشأت في جزيرة العرب قبل الإسلام، وكان العرب قبائل متفرقة و كانت لبعض القبائل لهجات خاصة بها، وكانت الإختلافات قليلة بين تلك اللهجات. وكانت للعرب لغة مشتركة هي اللغة الفصيحة لغة الشعر والخطابة التي كان العرب يتحدثون بها، ثم جاء الإسلام واختار الله تعالى اللغة العربية لتكون لغة كتابه وهذا الاختيار مِنَ الحقِّ عز وجل لهذه اللغة العظيمة إنما يعود إلى ما تمتاز به مِنْ مرونةٍ واتساعٍ وقُدرةٍ على الاشتقاق، والنَّحت والتَّصريف، وغِنى في المفردات والصِّيَغ والأوزان.
قيمة و أهمية اللغة العربية:
تزداد اللغة العربية قيمًة وأهمية عندما نقارانه ببقية اللغات العريقة، فنجد لها من ميزات نادرة منها، شاء اللهُ أن ينز ل ا القرآ ن على قلب محمد صّلى الله عليه وسّلم، فوسعت كلام اللهِ لفظا و معنى.
ومنها، استطاعت أن تبقى على أصالتها سليمًة نقيًة ذات فصاحة وبيان بحفظ من الله وبفضل رواد اللغة وعلماء النحو؛ كأبي بشر عمرو بن عثمان بن قنبر الملقَّب بسبويه (ت. ١٨ ه).؛ وأبي يوسف يعقوب بن إسحاق المعروف بابن السكيت(ت. ٢٤٤ ه.)؛ وأبي عثمان المازني النحوي البصري(ت. ٢٤٧)؛ وأبي إسحاق إبراهيم بن السري بن سهل الزجاج (ت. ٣١١ ه)؛ وأبي القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت. ٣٣٧ ه)؛ وأبي بكر محمد بن عمر بن عبد العزيز بن إبراهيم بن عيسى بن مزاحم المعروف بابن القوطية (ت. ٣٦٧ ه.) وغيرهم كثيرون من العرب والعجم؛ والمسلمين وغير المسلمين.
لا يخفى على أحد أهمية اللغة المسلمين اللغة العربية لأنها لغة الفرآن الكريم وبها يستطيعون أن يفهم نصوص الشرع، تساعد اللغة العربية علي فهم الدين الإسلاميّ، حيث تظهر أهمية دراسة اللغة العربية من أنها لغة القرآن الكريم، ودراسة اللغة العربية تساعد بشكل كبير علي فهم النصوص الشرعية، لذا يجب الاهتمام من كل المسؤولين بتعليم اللغة العربية، كما يجب أيضا أن تقوم المنظمات المختلفة للعالم الإسلامي كمنظمة المؤتمر الإسلاميّ بالاهتمام بتعليم قواعد وأساسيات اللغة العربيّة لأبناء المسلمين.[3]
أستاذ جامعة طقند الإسلامي باسم الإمام البخاري: عزة الله
[1] أحمد حسن الزياد تاريخ الأدب العربي ط 15-16
[2] أحمد حسن الزياد تاريخ الأدب العربي ط 24
[3] https://www.aierif.com