إن اللغة العربية من أقدم اللغات وأغناها على الإطلاق، ولأسرار وحكم يعلمها خالق البشر اختار هذه اللغة وعاء لكتابه الخالد، كما أشار إليه قوله : فَقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ : ﴿ إِنَّا أَنزَلْناهُ قُرْءَانَا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [يوسف:٢] وَقَالَ تَعَالَى : ﴿وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٢) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (١٤) بِلِسَانٍ عَرَبِي مُّبِينٍ (١٥ ﴾ [الشعراء: ١٩٢-١٩٥].
وكانت اللغة العربية قد بلغت قبل البعثة المحمد ية أوج كمالها في التعبير البليغ السامي عن جميع مقومات الحياة، وأوج مجدها في الفصاحة والنتاج الأدبي شعرا ونثرا، وظهرت روائع إنتاجها في الأشعار والأمثال والقصص.
ومع نزول القرآن في هذه اللغة ارتفع شأنها، وأصبحت اللغة السائدة في بلاد العرب والمسلمين، وإن للغة العربية فضلًا كبيرًا على نشر هذا الدين ونشر حضارة الفكر العربي الإسلامي، وتقدم العلوم والفنون والآداب المختلفة، ولأجل القرآن ظهرت علوم القرآن كلها كما ظهرت علوم اللغة والنحو والصرف، والبلاغة التي كانت أساسًا لتفسير نصوص القرآن وفهمها، واللغة العربية من الدين ومعرفتها فرض واجب، لأن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
وتساعد اللغة العربية على حفظ القرآن الكريم، وفهمه، وفهم تفسيره وتعاليمه، والعمل بها، كما تساعد أيضًا في فهم الأحاديث النبوية الشريفة.
وتظهر الأهمية الكبيرة للغة العربية من خلال ما تتميز به من مستوى عظيم بين اللغات الأخرى؛ حيث إنها لغة القرآن الكريم، ومعروف أن قراءة القرآن هي ركن أساسي من أركان الصلاة، وتعد اللغة العربية أكثر اللغات المنتشرة في العالم؛ حيث تسمي اللغة الأم بالنسبة كل المسلم.
طالب المعهد العالي عبد العزيز ابن أكبر