islom-instituti@umail.uz         71-227-42-37
February 7, 2019

Day

مكانة الإمام أبي حفص عمر النفسي في الاسلام

بسم الله الرحمن الرحيم  الحمد لله و كفى، و صلاة و سلام على عباده الذين الصطفى، وفي مقدمتهم محمد صلّى الله عليه وسلّم رسول الله المجتبى، و على آله و أصحابه كالنجوم فى السماء ومن تتبعهم بإحسان إلى يوم الدين و الجزاء. و بعد أقول: من المعلوم إلى شرف علمكم أنّه لا علم بعد المعرفة بالله وصفاته أشرف من علم الفقه وهو المسمى: بعلم الحلال والحرام، وعلم الشرائع والأحكام،و له بعث الرسل وأنزل، إذ لا سبيل إلى معرفته بالعقل المحضر دون معونة السمع، وقال الله تعالى “يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ” ( البقرة:269). قيل في بعض وجوه التأويل: هو علم الفقه[1]، وقد روي عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: “ما عبد الله شيء أفضل من فقه في دين ولفقيه واحد أشدّ على الشيطان من ألف عابد”.[2]   وقد اختار الله لهذا الأمر العظيم بين الناس  العلماء الكرام. وهم أحسّوا أهمية هذا التكليف البليغ وبذلوا كل ما في وسعهم في تنفيذه وكم من الليالي سهروها ووصلوها إلى النهار ولقوا الصعوبات والمشقات ولكن لم تشغلهم هذه عن أهدافهم فأحسنوا الإجتهاد وأدّوا الأمانة حسن الأداء وبلّغوها إلى أجيال قادمة سليما صحيحا صافيا عن التحريف والتبديل، فجزاهم الله عنّا خير الجزاء وأثابهم أحسن المثوبة وجعلنا نحن الطلاّب العلم خلفا مناسبا لهم آمين.          وقد كان في نشر الشريعة والسنة حظ وفير لعلماء بلاد الأمصار ولا سيما لعلماء ما وراء النّهر، وبفضل الله وكرمه صارت ما وراء النهر قبّة وقوّة للإسلام ومنارا رفيعا له وأنتجت أعلاما هداة الذين برعوا في العلوم كلها ومنهم من أحيى السنة النبوية وأخرج الصحيح منها عن الضعيف وجمعها في كتاب فصار كتابه أصحّ الكتاب بعد كتاب الله عزّ وجلّ بإجماع الأمّة وهو الإمام الجليل أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاريّ رحمه الله ومنهم من ميّز العقيدة الصحيحة عن العقيدة الباطلة وقمع البدع والخرفات فصار “إمام الهدى” وأحد صاحبي المذهب في عقيدة أهل السنّة والجماعة وهو الإمام الجليل الماتريديّ رحمه الله ومنهم من أخذ الفقه مباشرة عن أحد أصحاب الإمام الأعظم أبي حنيفة الإمام الربّاني محمد بن الحسن الشيباني رحمهما الله وأسّس المدرسة الفقهيّة الحنفيّة في ما وراء النّهر وهو الإمام الجليل حضرة أبو حفص الكبير البخاريّ رحمه الله فطار ذكرهم في بلاد الإسلام وصاروا تذكرة في الألسن والكتب وصنّفوا في العلوم مصنّفات مميزة كثيرة، نفّاعة جمّ المنافع، وفي زمرة هؤلاء الأعلام الكرام الإمام نجم الدين أبو حفص عمر بن محمد النسفي رحمه الله تعالى.          إنّ الإمام نجم الدين أبا حفص النسفي رحمه الله كان عالما متفنّنا متبحّرا فى العلوم كلّها و كان رحمه الله مفسّرا، محدّثا، حافظا، متكلّما، لغويّا، فقيها، أصوليّا، أديبا و معرفتنا بالإمام النسفي قليلة جدا بالنسبة إلى مكانته في الإسلام و قد التمست المصادر و البحوث التي اعتنت بالإمام و آثاره الغالية و وجدت أنّ الباحثين المحليين قد قصروا جهودهم لجانب واحد و هو كونه محدّثا و مكانته في الحديث. وقد اطلعت على بعض تصنيفاته التي حقّقت وترجمت إلى اللغة الاوزبكية من قبل الباحثين مثل “القند”، و”العقائد النسفية”. الإمام أبو حفص النسفي: سنة الميلاد والوفاة، شيوخه، تلامذته، ثناء العلماء عليه ومؤلّفاته يعدّ ما كتبه السمعاني عنه في معجم شيوخه هو االحجر(المصدر)...